الفرق بين المقاربة بالأهداف والكفاءات (4)
recent
أخبار ساخنة

الفرق بين المقاربة بالأهداف والكفاءات (4)

الفرق بين المقاربة بالأهداف والكفاءات (4)
الفرق بين المقاربة بالأهداف والكفاءات (4)

المقال (4): لماذا نتغير؟ مقارنة عميقة بين المقاربة بالأهداف والمقاربة بالكفاءات

لفهم عمق التحول الذي نمر به، لا يكفي أن نعرف المقاربة الجديدة، بل يجب أن نفهم جيداً المقاربة التي نغادرها. إن المقارنة بين المقاربة بالأهداف (APO) والمقاربة بالكفاءات (APC) ليست مجرد تمرين أكاديمي، بل هي أداة تشخيصية تكشف لنا "لماذا" كان التغيير ضروريًا وتوضح لنا "كيف" يجب أن نغير ممارساتنا اليومية.

نظرة من الداخل: مثال عملي يكشف الفارق

لنجعل المقارنة حية، لنتخيل حصة تكوينية في تخصص الكهرباء الصناعية هدفها "تركيب قاطع تفاضلي".

  • بالمقاربة بالأهداف (APO): كان الأستاذ سيقسم الحصة إلى أهداف سلوكية:
    1. أن يُعرّف المتربص القاطع التفاضلي.
    2. أن يذكر وظائفه الرئيسية.
    3. أن يتعرف على أطراف توصيله.
    4. أن يرسم مخطط توصيله.
    في نهاية الحصة، قد ينجح المتربص في الإجابة على كل الأسئلة النظرية، لكن هل هو قادر فعلاً على تركيب القاطع بأمان في لوحة حقيقية؟ الإجابة غير مضمونة.
  • بالمقاربة بالكفاءات (APC): يبدأ الأستاذ بوضعية-مشكلة: "لدينا ورشة جديدة، ويجب تأمينها بتركيب قاطع تفاضلي لحماية العمال من الصعق الكهربائي. تفضلوا الأدوات والمخطط، قوموا بالمهمة".
    هنا، المتربص لا "يتعرف" فقط، بل "يفعل". هو يضطر لتجنيد كل معارفه (ما هو القاطع، لماذا هو مهم) ومهاراته (استخدام الأدوات، توصيل الأسلاك) وسلوكاته (اتباع قواعد السلامة، تنظيم العمل) لإنجاز مهمة واقعية.

جدول المقارنة المفصل: 5 اختلافات جوهرية

الآن، دعونا نضع هذه الفروقات في إطار منظم يوضح التحول في كل جانب من جوانب العملية التكوينية.

المحور المقاربة بالأهداف (النموذج التقليدي) المقاربة بالكفاءات (النموذج الحديث)
1. فلسفة التكوين تركز على نقل المعرفة. الهدف هو أن يمتلك المتربص مخزونًا من المعلومات. التكوين يُنظر إليه كملء وعاء فارغ. تركز على بناء القدرة على الإنجاز. الهدف هو أن يكون المتربص قادراً على التصرف بفعالية. التكوين هو تمكين الفرد من حل المشكلات.
2. دور الأستاذ هو المصدر الرئيسي للمعرفة. يشرح، يلقن، ويراقب. يتحدث أكثر من المتربصين. هو محور العملية. هو مُصمم للخبرات ومُيسّر للتعلم. يضع الوضعيات، يوجه، يطرح الأسئلة، ويرافق. المتربص هو المحور.
3. دور المتربص متلقٍ سلبي. دوره الأساسي هو الحفظ، الفهم، واسترجاع المعلومات عند الطلب في الامتحانات. فاعل أساسي وباحث نشط. يشارك، يجرب، يخطئ، يبني تعلمه بنفسه، ويتحمل مسؤولية إنجاز مهامه.
4. منطق بناء الدروس منطق تراكمي وتجزئي. يتم تقديم المعارف بشكل متسلسل ومنفصل (الدرس 1، ثم الدرس 2...). التركيز على المحتوى. منطق إدماجي وشامل. يتم التعلم من خلال وضعيات-مشكلة تتطلب دمج عدة معارف ومهارات في نفس الوقت. التركيز على المهمة.
5. منطق التقييم تقييم ختامي (Sommatif)، يركز على قياس مدى استرجاع المعلومات (امتحان كتابي في الغالب). هدفه هو إصدار حكم (ناجح/راسب). تقييم تكويني (Formatif) ومستمر، يركز على ملاحظة الأداء وتقديم تغذية راجعة لتحسينه. هدفه هو دعم التعلم وتطوير الكفاءة.

خلاصة الفروقات

يمكن القول إن المقاربة بالأهداف كانت تُعلم "ماذا" (What) يجب أن يعرف المتربص، وتترك مهمة تعلم "كيف" (How) و "لماذا" (Why) لمرحلة التربص أو الخبرة العملية.

أما المقاربة بالكفاءات، فهي تدمج الثلاثة معًا منذ البداية. إنها تعلم "ماذا"، ولكن داخل سياق يفرض تعلم "كيف" و"لماذا" في نفس الوقت. هذا هو التغيير الجذري الذي يجعل خريجينا أكثر جاهزية واستعدادًا لمواجهة عالم الشغل المعقد.

google-playkhamsatmostaqltradent