أدوار الفاعلين في المقاربة بالكفاءات (5): من هو الأستاذ الجديد؟
recent
أخبار ساخنة

أدوار الفاعلين في المقاربة بالكفاءات (5): من هو الأستاذ الجديد؟

أدوار الفاعلين في المقاربة بالكفاءات (5): من هو الأستاذ الجديد؟
أدوار الفاعلين في المقاربة بالكفاءات (5): من هو الأستاذ الجديد؟

المقال (5): إعادة توزيع الأدوار في المقاربة بالكفاءات: الكل يشارك!

إن تطبيق المقاربة بالكفاءات ليس مجرد تغيير في الوثائق أو المناهج، بل هو تحول ثقافي عميق يمس الأدوار والمسؤوليات لكل فرد في العملية التكوينية. لم يعد هناك "بطل" واحد في القصة، بل أصبحت بطولة جماعية يشارك فيها الجميع. في هذا المقال، سنستكشف كيف تتغير هذه الأدوار، بدءًا من الأستاذ وصولًا إلى الشريك المهني.

أولاً: الأستاذ - من "سيد المسرح" إلى "مخرج الكواليس"

أهم تغيير وأكثره حساسية هو التحول في دور الأستاذ. هذا التحول لا يقلل من قيمته، بل يعمقها ويجعلها أكثر تأثيرًا.

الأستاذ الجديد هو مهندس للتعلم

من: ناقل للمعلومات، يشرح ويملي، وهو المصدر الوحيد للمعرفة.

إلى: مرافق، موجّه، منشّط، ومصمم للخبرات التعليمية.

ماذا يعني هذا عمليًا؟

  • يصمم الوضعيات: بدلاً من تحضير "درس"، يحضر "سيناريو" أو "مشكلة" واقعية. عمله يبدأ قبل الحصة في التخطيط لبيئة تعلم غنية ومحفزة.
  • يطرح الأسئلة الذكية: بدلاً من إعطاء الأجوبة، يطرح الأسئلة التي تدفع المتربص للتفكير النقدي والبحث عن الحلول بنفسه ("ماذا لو؟"، "كيف يمكننا تحسين هذا؟").
  • يدير التفاعلات: ينظم العمل في مجموعات، يسهل النقاش، ويضمن أن كل متربص يشارك بفعالية.
  • يلاحظ ويقدم التغذية الراجعة: يتجول بين المتربصين أثناء عملهم، يلاحظ أداءهم، ويوجههم بملاحظات بناءة وفورية تساعدهم على تصحيح مسارهم.

ثانيًا: المتربص - من "المتفرج" إلى "اللاعب الأساسي"

إذا كان الأستاذ هو المخرج، فالمتربص هو بطل الفيلم. لم يعد دوره يقتصر على الجلوس والاستماع، بل أصبح فاعلاً أساسياً ومسؤولاً عن بناء كفاءته.

المتربص الجديد هو صانع لتعلمه

من: متلقٍ سلبي، يحفظ المعلومات لاسترجاعها في الامتحان.

إلى: فاعل نشط، يشارك في بناء تعلمه ويبحث عن المعرفة.

ماذا يعني هذا عمليًا؟

  • يشارك ويبادر: يطرح الأسئلة، يقترح الحلول، ويناقش الأفكار مع زملائه وأستاذه.
  • يبحث ويستكشف: لا يكتفي بما يقدمه الأستاذ، بل يستخدم الموارد المتاحة (إنترنت، كتب،...) للبحث عن معلومات إضافية.
  • يجرب ويخطئ ويتعلم: الخطأ لم يعد علامة على الفشل، بل هو فرصة ثمينة للتعلم. المتربص مدعو للتجربة دون خوف.
  • ينتج ويقدم: في نهاية كل وضعية، يقدم المتربص إنتاجًا ملموسًا (مشروع، تقرير، خدمة) يمكن تقييمه والحكم على جودته.

ثالثًا ورابعًا: المؤسسة والشريك المهني - البيئة الداعمة

لا يمكن لهذا التحول أن ينجح دون بيئة حاضنة. هنا يأتي دور المؤسسة التكوينية والمحيط المهني.

  • دور المؤسسة: لم تعد مجرد جدران وجداول زمنية. عليها أن تصبح فضاءً للتعلم التشاركي، توفر الموارد اللازمة (تجهيزات، ورشات)، تشجع على تكوين الأساتذة باستمرار، وتبني جسورًا مع العالم المهني.
  • دور الشريك المهني (المؤسسات الاقتصادية): لم يعد دوره يقتصر على استقبال المتربصين في نهاية المسار. هو الآن شريك استراتيجي يساهم في:
    • تحديد الكفاءات الحقيقية المطلوبة في سوق الشغل.
    • المشاركة في تقييم كفاءة المتربصين في بيئة عمل حقيقية.
    • توفير وضعيات-مشكلة واقعية يمكن استخدامها في التكوين.
الخلاصة: في المقاربة بالكفاءات، تذوب الحدود التقليدية. الكل يشارك، الكل مسؤول، والكل متعلّم في منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق هدف واحد: تكوين مهني كُفء وجاهز للمستقبل.
google-playkhamsatmostaqltradent