الفرق الجوهري بين المقاربة بالأهداف والمقاربة بالكفاءات
دليل شامل للأساتذة في التكوين المهني
مقدمة
يشهد التعليم المهني والتقني تطوراً مستمراً في طرق ومناهج التدريس، حيث انتقل من التركيز على المقاربة بالأهداف التقليدية إلى المقاربة بالكفاءات الحديثة. هذا التحول ليس مجرد تغيير في المصطلحات، بل يمثل نقلة نوعية في فلسفة التعليم وممارساته. في هذا المقال، سنستكشف الاختلافات الجوهرية بين هاتين المقاربتين لمساعدة الأساتذة على فهم هذا التحول وتطبيقه بفعالية.
تعريف المقاربتين
المقاربة بالأهداف
المقاربة بالأهداف هي منهجية تعليمية تركز على تحديد أهداف تعليمية واضحة ومحددة مسبقاً، ثم تصميم الأنشطة التعليمية لتحقيق هذه الأهداف. تتميز هذه المقاربة بالتخطيط المسبق والتحكم في عملية التعلم من قِبل المعلم.
المقاربة بالكفاءات
المقاربة بالكفاءات هي فلسفة تعليمية حديثة تركز على تنمية قدرات المتعلم الشاملة، حيث تهدف إلى إكساب المتعلم المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لحل المشكلات المعقدة في سياقات حقيقية. تركز على التطبيق العملي وربط التعلم بالواقع المهني.
مقارنة شاملة بين المقاربتين
جانب المقارنة | المقاربة بالأهداف | المقاربة بالكفاءات |
---|---|---|
التركيز الأساسي | تحقيق أهداف محددة مسبقاً | تنمية كفاءات شاملة ومعقدة |
دور المعلم | ملقن ومحكم في العملية التعليمية | ميسر ومرشد للتعلم |
دور المتعلم | متلقي سلبي للمعلومات | فاعل نشط في بناء تعلمه |
طبيعة المحتوى | مفكك إلى وحدات منفصلة | متكامل ومترابط |
التقييم | تقييم المعارف النظرية | تقييم الأداء في مواقف حقيقية |
الربط بالواقع | محدود ونظري | قوي وعملي |
أمثلة عملية من التكوين المهني
مثال: تدريس صيانة المحركات
بالمقاربة بالأهداف:
- الهدف 1: أن يتعرف الطالب على أجزاء المحرك
- الهدف 2: أن يحفظ الطالب وظائف كل جزء
- الهدف 3: أن يذكر الطالب خطوات الصيانة
بالمقاربة بالكفاءات:
الكفاءة المستهدفة: أن يكون المتعلم قادراً على تشخيص أعطال المحرك وإصلاحها بفعالية في ورشة العمل، مع مراعاة معايير السلامة والجودة المهنية.
مزايا وتحديات كل مقاربة
مزايا المقاربة بالأهداف
- وضوح الأهداف وسهولة التخطيط
- سهولة التقييم والقياس
- تحكم كامل في العملية التعليمية
- تقسيم المحتوى إلى وحدات قابلة للإدارة
تحديات المقاربة بالأهداف
- التجزيء المفرط للمعرفة
- ضعف الربط بالواقع المهني
- سلبية المتعلم في العملية
- التركيز على الحفظ أكثر من الفهم
مزايا المقاربة بالكفاءات
- ربط قوي بسوق العمل والواقع المهني
- تنمية التفكير النقدي وحل المشكلات
- تكامل المعارف والمهارات والاتجاهات
- إعداد متعلمين قادرين على التكيف
تحديات المقاربة بالكفاءات
- تعقيد التخطيط والتنفيذ
- صعوبة التقييم الموضوعي
- حاجة لتدريب مكثف للمعلمين
- تتطلب موارد وإمكانيات أكثر
الانتقال من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفاءات
الانتقال من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفاءات ليس مجرد تغيير في الأسلوب، بل يتطلب تغييراً جذرياً في طريقة تفكير المعلم وممارساته التدريسية. يجب على المعلم أن يتحول من كونه مصدر المعرفة الوحيد إلى ميسر للتعلم، ومن التركيز على نقل المعلومات إلى بناء القدرات والكفاءات.
خطوات عملية للانتقال:
- إعادة تصميم المناهج بناءً على الكفاءات المطلوبة في سوق العمل
- تطوير أساليب تدريس تفاعلية تركز على المتعلم
- استخدام التقييم الأصيل الذي يقيس الأداء الفعلي
- تدريب المعلمين على المهارات الجديدة المطلوبة
- توفير البيئة والموارد اللازمة للتطبيق
خلاصة
إن التحول من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفاءات يمثل نقلة نوعية في التعليم المهني. بينما تركز المقاربة بالأهداف على تحقيق أهداف محددة مسبقاً، تهدف المقاربة بالكفاءات إلى إعداد متعلمين قادرين على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة. هذا التحول يتطلب جهداً مشتركاً من جميع الأطراف المعنية، ولكنه ضروري لضمان جودة التعليم المهني وفعاليته في إعداد الكوادر المهنية المؤهلة.