المقاربة بالكفاءات: رؤية شاملة لتخطيط الدرس وتطبيقها
recent
أخبار ساخنة

المقاربة بالكفاءات: رؤية شاملة لتخطيط الدرس وتطبيقها

admin
الصفحة الرئيسية
المقاربة بالكفاءات: رؤية شاملة لتخطيط الدرس وتطبيقها

المقاربة بالكفاءات: رؤية شاملة لتخطيط الدرس وتطبيقها

مقدمة

في عالم يتسم بالتغير السريع والتطور المستمر، أصبح التعليم مطالبًا بأن يتجاوز مجرد نقل المعارف إلى بناء القدرات وتنمية المهارات التي تمكن الأفراد من التكيف والابتكار والمساهمة الفاعلة في مجتمعاتهم. من هنا، برزت "المقاربة بالكفاءات" كنموذج تربوي حديث يركز على المتعلم كمركز للعملية التعليمية، ويهدف إلى إكسابه مجموعة من الكفاءات المتكاملة (معرفية، مهارية، ووجدانية) التي تمكنه من حل المشكلات ومواجهة التحديات في سياقات حياتية ومهنية متنوعة. لا تقتصر هذه المقاربة على ما يتعلمه الطالب، بل تمتد لتشمل كيفية توظيفه لهذه المعارف والمهارات في مواقف حقيقية. يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح شامل للمقاربة بالكفاءات، مع التركيز على كيفية تخطيط الدرس وفقًا لمبادئها، وتقديم مثال تطبيقي مفصل لدرس في بيئة تطوير برمجيات مثل دلفي (Delphi)، لتوضيح الجوانب النظرية والعملية لهذه المقاربة الحديثة في الميدان التربوي.

ما هي المقاربة بالكفاءات؟

تُعرف المقاربة بالكفاءات (Competency-Based Approach) بأنها إطار تربوي يركز على النتائج التعليمية المتمثلة في قدرة المتعلم على إنجاز مهام معقدة أو حل مشكلات في سياقات حقيقية، وذلك من خلال توظيف متكامل للمعارف والمهارات والمواقف. هي تحول جذري عن النماذج التقليدية التي تركز على المحتوى أو الأهداف السلوكية المجزأة، لتضع المتعلم في صميم العملية التعليمية، وتجعله فاعلاً ومنتجًا للمعرفة بدلاً من مجرد متلقٍ لها.

خصائص المقاربة بالكفاءات

تتميز المقاربة بالكفاءات بعدة خصائص جوهرية تميزها عن غيرها من المقاربات التربوية [1]:

  • التركيز على المتعلم: المتعلم هو محور العملية التعليمية، وهو الذي يبني كفاءاته بنفسه من خلال الأنشطة والوضعيات التعليمية. يتم التركيز على ما يستطيع المتعلم فعله وإنجازه، وليس فقط على ما يعرفه.
  • الشمولية والتكامل: لا تقتصر الكفاءة على المعارف النظرية أو المهارات العملية فحسب، بل تشمل كذلك الجوانب الوجدانية والمواقف والقيم. يتم دمج هذه الأبعاد المختلفة لتكوين كفاءة متكاملة تمكن المتعلم من التصرف بفعالية في مواقف متنوعة.
  • الارتباط بالواقع: تركز المقاربة بالكفاءات على إعداد المتعلم للحياة العملية والمهنية، لذا فإن الوضعيات التعليمية تكون مستوحاة من مواقف حقيقية وذات معنى بالنسبة للمتعلم، مما يضمن قابلية الكفاءات المكتسبة للتوظيف في سياقات خارج الفصل الدراسي.
  • التقييم الشامل والمستمر: يتم تقييم الكفاءات بشكل مستمر ومتنوع، ولا يقتصر على الاختبارات المعرفية التقليدية. يشمل التقييم ملاحظة أداء المتعلم في وضعيات معقدة، وتقييم قدرته على الإدماج والتصرف في مواقف جديدة.
  • المرونة والتكيف: تسمح هذه المقاربة بمرونة أكبر في تصميم المناهج والخطط الدراسية، وتتيح للمعلم تكييف الأنشطة والوضعيات لتناسب الفروق الفردية بين المتعلمين، مما يضمن تحقيق الكفاءات من قبل جميع الطلاب.
  • الإدماج: يعتبر الإدماج (Integration) من أهم مبادئ المقاربة بالكفاءات، ويعني قدرة المتعلم على ربط وتوظيف مختلف المعارف والمهارات والمواقف التي اكتسبها في حل مشكلة أو إنجاز مهمة معقدة في سياق معين. هو تجاوز للتجزئة المعرفية نحو بناء كفاءات شاملة.

مبادئ المقاربة بالكفاءات

تقوم المقاربة بالكفاءات على عدة مبادئ أساسية توجه العملية التعليمية التعلمية [2]:

  • التعلم المرتكز على الطالب: المتعلم هو المحور الأساسي للعملية التعليمية، وهو المسؤول عن بناء كفاءاته من خلال المشاركة الفاعلة في الأنشطة والوضعيات.
  • التعلم المخصص: تراعى الفروق الفردية بين المتعلمين، ويتم تكييف الأنشطة والوضعيات لتناسب مستوياتهم واحتياجاتهم المختلفة.
  • التعاون والتواصل: تشجع المقاربة بالكفاءات العمل الجماعي والتفاعل بين الطلاب، مما ينمي لديهم مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات بشكل مشترك.
  • التقييم المستمر: يتم تقييم أداء الطلاب بشكل دوري ومستمر لتحديد مدى اكتسابهم للكفاءات، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة لتحسين أدائهم.
  • المرونة: توفير مرونة في تحديد الأهداف وتطوير الخطط الدراسية، بما يسمح بتعديل المسار التعليمي بناءً على تقدم المتعلم واحتياجاته.
  • التوظيف: التأكيد على توظيف الكفاءات المكتسبة في وضعيات جديدة ومختلفة، مما يعزز فهم المتعلم لأهمية ما يتعلمه وقدرته على تطبيقه في سياقات متنوعة.
  • البناء: يتم بناء الكفاءات بشكل تراكمي، حيث يتم استرجاع المعلومات السابقة وربطها بالمكتسبات الجديدة، مما يعزز الفهم العميق للمفاهيم.
  • التطبيق: ممارسة الكفاءة بشكل متكرر في وضعيات مختلفة بهدف التحكم فيها وإتقانها.
  • التكرار: تكليف المتعلم بحل وضعيات مكافئة عدة مرات للوصول إلى الاكتساب المعمق للكفاءة.

كيفية التخطيط للدرس بالمقاربة بالكفاءات

يختلف التخطيط للدرس وفق المقاربة بالكفاءات عن التخطيط التقليدي الذي يركز على الأهداف السلوكية المجزأة. ففي هذه المقاربة، ينصب التركيز على الكفاءة الختامية التي يجب أن يكتسبها المتعلم، ومن ثم يتم بناء الأنشطة والوضعيات التعليمية لتحقيق هذه الكفاءة. فيما يلي الخطوات الأساسية لتخطيط الدرس بالمقاربة بالكفاءات:

  1. تحديد الكفاءة الختامية (Terminal Competency): وهي الكفاءة الكبرى التي يُتوقع من المتعلم تحقيقها في نهاية مرحلة تعليمية معينة (فصل دراسي، سنة دراسية، أو دورة تدريبية). يجب أن تكون الكفاءة الختامية واضحة، قابلة للقياس، وتعبر عن قدرة المتعلم على إنجاز مهمة معقدة في سياق حقيقي. على سبيل المثال، قد تكون الكفاءة الختامية: "أن يكون المتعلم قادرًا على تصميم وتطوير تطبيق سطح مكتب بسيط باستخدام بيئة تطوير متكاملة (IDE) لحل مشكلة محددة".
  2. تحديد الكفاءات المستهدفة (Targeted Competencies): وهي الكفاءات الفرعية التي تساهم في بناء الكفاءة الختامية. تكون هذه الكفاءات أكثر تحديدًا وتفصيلاً، ويمكن أن تكون معرفية (معارف)، مهارية (مهارات)، أو وجدانية (مواقف وقيم). يجب أن تكون كل كفاءة مستهدفة قابلة للملاحظة والقياس. على سبيل المثال، ضمن الكفاءة الختامية المذكورة أعلاه، قد تكون الكفاءات المستهدفة: "أن يتعرف على مكونات بيئة التطوير المتكاملة" (معرفية)، "أن ينشئ واجهة مستخدم بسيطة" (مهارية)، "أن يظهر اهتمامًا بالعمل التعاوني" (وجدانية).
  3. تحديد الوضعيات التعليمية/التعلمية (Learning Situations): وهي الأنشطة والمواقف التي يمر بها المتعلم لاكتساب الكفاءات المستهدفة. يجب أن تكون هذه الوضعيات ذات معنى، وتحديًا مناسبًا لمستوى المتعلم، وتتيح له فرصة توظيف معارفه ومهاراته ومواقفه بشكل متكامل. يمكن أن تكون الوضعيات عبارة عن مشاريع، دراسات حالة، حل مشكلات، أو أنشطة عملية. على سبيل المثال، في درس البرمجة، قد تكون الوضعية: "بناء تطبيق حاسبة بسيط" أو "تصميم لعبة تخمين الأرقام".
  4. تحديد الموارد (Resources): وتشمل جميع المعارف والمهارات والمواقف التي يحتاجها المتعلم لإنجاز الوضعيات التعليمية وتحقيق الكفاءات المستهدفة. يجب على المعلم تحديد هذه الموارد مسبقًا لضمان توفرها للمتعلم، سواء كانت معلومات نظرية، أدوات برمجية، أو مواد تعليمية مساعدة.
  5. تحديد مؤشرات الأداء (Performance Indicators): وهي المعايير الواضحة والمحددة التي تستخدم لتقييم مدى اكتساب المتعلم للكفاءات. يجب أن تكون مؤشرات الأداء قابلة للملاحظة والقياس، وتصف السلوك أو المنتج الذي يدل على تحقق الكفاءة. على سبيل المثال، مؤشر أداء لكفاءة "إنشاء واجهة مستخدم بسيطة" قد يكون: "أن يضيف المتعلم ثلاثة أزرار وحقل نص واحد إلى النموذج بشكل صحيح".
  6. تخطيط أنشطة التقويم (Assessment Activities): يتم تصميم أنشطة التقويم لتحديد مدى تحقق الكفاءات المستهدفة والكفاءة الختامية. يجب أن تكون هذه الأنشطة متنوعة (تقويم تكويني ومرحلي وختامي)، وتتكامل مع الوضعيات التعليمية، وتركز على قياس قدرة المتعلم على الإدماج والتصرف في مواقف معقدة، وليس فقط استرجاع المعلومات.
  7. تحديد استراتيجيات التدريس (Teaching Strategies): يختار المعلم استراتيجيات التدريس التي تتناسب مع طبيعة الكفاءات والوضعيات التعليمية، وتشجع على المشاركة النشطة للمتعلم، مثل التعلم التعاوني، التعلم القائم على المشاريع، حل المشكلات، أو التعلم بالاكتشاف.
  8. مراعاة الفروق الفردية (Individual Differences): يجب على المعلم تكييف الأنشطة والوضعيات التعليمية لتناسب الفروق الفردية بين المتعلمين، وتقديم الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات، وتوفير تحديات إضافية للمتفوقين.
  9. الإدماج (Integration): التأكيد على ربط المعارف والمهارات والمواقف في سياقات ذات معنى، وتشجيع المتعلم على توظيفها بشكل متكامل لحل المشكلات وإنجاز المهام. يعتبر الإدماج عملية مستمرة تحدث خلال جميع مراحل الدرس والوحدة التعليمية.

إن التخطيط الجيد للدرس وفق المقاربة بالكفاءات يتطلب من المعلم فهمًا عميقًا لمبادئ هذه المقاربة، وقدرة على تحليل الكفاءات، وتصميم وضعيات تعليمية محفزة، وتقييم شامل لأداء المتعلمين. هذا النهج يضمن إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بفاعلية وثقة.

مثال تطبيقي: الدرس الثاني في دلفي (Delphi) أخادي المنصة وفق المقاربة بالكفاءات

لتوضيح كيفية تطبيق المقاربة بالكفاءات على درس عملي، سنأخذ مثالاً على الدرس الثاني في بيئة تطوير دلفي (Delphi)، وهو درس يهدف إلى تعليم المتعلمين كيفية إنشاء تطبيق بسيط يتضمن مكونات تفاعلية. سنقوم بتحليل هذا الدرس وتحديد الكفاءات المستهدفة، الوضعيات التعليمية، والموارد، ومؤشرات الأداء، وأنشطة التقويم، بما يتوافق مع مبادئ المقاربة بالكفاءات.

عنوان الدرس: إنشاء تطبيق بسيط (الفصل الثاني)

مقدمة الدرس: يهدف هذا الفصل إلى التعامل العملي مع البرمجة من خلال تطبيق عملي لإنشاء تطبيق بسيط وجديد في دلفي، بعد التعرف على بيئة التطوير المتكاملة (IDE) وأدواتها في الفصل السابق.

1. الكفاءة الختامية للوحدة التعليمية (مثال)

قبل الخوض في تفاصيل الدرس الثاني، من المهم تحديد الكفاءة الختامية للوحدة التعليمية التي يندرج ضمنها هذا الدرس. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الكفاءة الختامية للوحدة التي تتناول أساسيات دلفي:

"أن يكون المتعلم قادرًا على تصميم وتطوير تطبيق سطح مكتب بسيط (مثل حاسبة أو تطبيق إدارة مهام) باستخدام بيئة Delphi IDE، مع توظيف المكونات الأساسية وكتابة الأكواد اللازمة للتفاعل مع المستخدم، وتشغيل التطبيق وحفظه بشكل صحيح."

2. الكفاءات المستهدفة للدرس الثاني

بناءً على أهداف الدرس المحددة، يمكن صياغة الكفاءات المستهدفة (معرفية، مهارية، ووجدانية) التي يجب أن يكتسبها المتعلم في نهاية هذا الدرس:

  • الكفاءة المعرفية: أن يفهم المتعلم المفاهيم الأساسية للبرمجة (البرنامج، لغات البرمجة، المترجم، المفسر، شيفرة المصدر، التطبيق)، وأن يتعرف على مفهوم المشروع في دلفي ووضعيات التصميم والتنفيذ، وأن يميز بين أنواع ملفات المشروع المختلفة وامتداداتها، وأن يتعرف على أدوات وتقنيات استبصار الشيفرة في دلفي ووظائفها.
  • الكفاءة المهارية: أن يكون المتعلم قادرًا على إنشاء مشروع دلفي جديد، إدراج المكونات (Label, Edit, Button) على النموذج، تغيير خصائص هذه المكونات، كتابة الكود لربط الأحداث بالمكونات (مثل تغيير لون النموذج عند النقر على زر)، تصريف المشروع، تنفيذه، وحفظه بشكل صحيح ومنظم.
  • الكفاءة الوجدانية/الموقفية: أن يقدر المتعلم أهمية تنظيم المشروع وحفظه، وأن يظهر دقة في إسناد الخصائص وكتابة الكود، وأن يتحلى بالصبر والمثابرة عند مواجهة الأخطاء البرمجية، وأن يطور مهارات حل المشكلات من خلال التمارين التطبيقية.

3. الوضعيات التعليمية/التعلمية (الأنشطة)

لتنمية الكفاءات المستهدفة، يتم تصميم وضعيات تعليمية تتيح للمتعلم المشاركة الفاعلة والتطبيق العملي. يمكن تقسيم الدرس إلى الوضعيات التالية:

  • وضعية الانطلاق: مراجعة سريعة لمفاهيم الدرس الأول، ومناقشة أهمية إنشاء تطبيقات بسيطة في دلفي.
  • وضعية بناء المعارف:
    • دراسة المفاهيم الأساسية للبرمجة (البرنامج، لغات البرمجة، المترجم، المفسر، شيفرة المصدر، التطبيق).
    • فهم مفهوم المشروع في دلفي ووضعيات التصميم والتنفيذ.
    • التعرف على أنواع ملفات المشروع المختلفة وامتداداتها.
    • استكشاف أدوات وتقنيات استبصار الشيفرة (Code Completion, Code Parameters, Code Templates, Code Explorer, Code Insight).
  • وضعية بناء المهارات:
    • تطبيق عملي لإنشاء مشروع جديد (TPcouleur).
    • إدراج مكونات Button وتغيير خصائصها (Caption).
    • كتابة الكود لحدث النقر على كل زر لتغيير لون النموذج.
    • تصريف وتنفيذ المشروع.
    • حفظ المشروع وملفاته.
  • وضعية الإدماج والتقويم:
    • حل التمارين النظرية الواردة في الدرس (تصحيح عبارات، ذكر فروقات، اختيار إجابات).
    • تنفيذ التمرين التطبيقي (إنشاء تطبيق لتغيير لون النافذة حسب الأزرار).

4. الموارد

  • معارف: مفاهيم البرمجة الأساسية، مكونات Delphi IDE، لغة Object Pascal، أنواع ملفات المشروع.
  • مهارات: استخدام الحاسوب، التعامل مع واجهة المستخدم الرسومية، كتابة الكود، تصحيح الأخطاء، التنظيم والحفظ.
  • مواقف: الدقة، الصبر، المثابرة، حب الاستكشاف، حل المشكلات.

5. مؤشرات الأداء

  • للكفاءة المعرفية:
    • أن يشرح المتعلم المفاهيم الأساسية للبرمجة والمشروع في دلفي بوضوح.
    • أن يحدد المتعلم أنواع ملفات المشروع المختلفة ووظائفها.
    • أن يصف المتعلم أدوات استبصار الشيفرة ووظائفها.
  • للكفاءة المهارية:
    • أن ينشئ المتعلم مشروع دلفي جديدًا بشكل صحيح.
    • أن يدرج المتعلم المكونات المطلوبة ويغير خصائصها بدقة.
    • أن يكتب المتعلم الكود اللازم لربط الأحداث بالمكونات بشكل صحيح.
    • أن يقوم المتعلم بتصريف وتنفيذ وحفظ المشروع دون أخطاء.
    • أن يعمل التطبيق الناتج بشكل سليم ويغير الألوان حسب النقر على الأزرار.
  • للكفاءة الوجدانية/الموقفية:
    • أن يلتزم المتعلم بتنظيم ملفات المشروع وحفظها بشكل منهجي.
    • أن يظهر المتعلم اهتمامًا بتصحيح الأخطاء البرمجية بنفسه.
    • أن يشارك المتعلم بفاعلية في حل التمارين النظرية والتطبيقية.

6. أنشطة التقويم

  • التقويم التكويني (أثناء الدرس):
    • ملاحظة أداء الطلاب أثناء تنفيذ الخطوات العملية (إنشاء المشروع، إضافة المكونات، كتابة الكود).
    • طرح أسئلة مباشرة للتحقق من فهم المفاهيم (مثال: "ما الفرق بين المترجم والمفسر؟").
    • تقديم تغذية راجعة فورية لتصحيح الأخطاء وتوجيه الطلاب.
  • التقويم الختامي (في نهاية الدرس أو الوحدة):
    • مهمة أدائية: طلب من الطلاب إنشاء تطبيق بسيط (مثل تطبيق يعرض رسالة ترحيب مخصصة عند النقر على زر، أو تطبيق يغير لون الخلفية عند النقر على زر معين) بشكل مستقل، مع تقييم جودة الكود، صحة الواجهة، وقابلية التشغيل.
    • مراجعة سريعة: أسئلة قصيرة حول مكونات Delphi IDE أو وظائفها.

7. استراتيجيات التدريس

  • التعلم المباشر: في بداية الدرس لشرح المفاهيم الأساسية للبرمجة ومكونات المشروع في دلفي.
  • التعلم القائم على حل المشكلات: عند تكليف الطلاب بمهام إدماجية تتطلب منهم تطبيق ما تعلموه لحل مشكلة برمجية بسيطة.
  • التعلم التعاوني: يمكن تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة للعمل على مهام تطبيقية، مما يعزز مهارات التواصل والعمل الجماعي.
  • التطبيق العملي الموجه: توجيه الطلاب خطوة بخطوة في إنشاء المشروع، ثم ترك مساحة لهم للتجريب والاستكشاف.

من خلال هذا المثال، يتضح كيف يمكن للمقاربة بالكفاءات أن تحول الدرس من مجرد تلقين للمعلومات إلى عملية بناء متكاملة للقدرات، تمكن المتعلم من توظيف معارفه ومهاراته ومواقفه لحل مشكلات حقيقية، مما يجعله أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل في مجال البرمجة.

خاتمة

تُعد المقاربة بالكفاءات نقلة نوعية في الفكر التربوي الحديث، فهي تتجاوز حدود التعليم التقليدي القائم على التلقين وحفظ المعلومات، لتؤسس لنموذج تعليمي يركز على بناء الإنسان القادر على التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتكيف مع المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم. من خلال التركيز على الكفاءات المتكاملة (المعرفية، المهارية، والوجدانية)، وتصميم وضعيات تعليمية ذات معنى، وتوظيف استراتيجيات تدريس نشطة، تضمن هذه المقاربة إعداد متعلمين فاعلين ومنتجين، لا يمتلكون المعرفة فحسب، بل يمتلكون القدرة على توظيفها بفاعلية في سياقات حياتية ومهنية متنوعة.

إن تطبيق المقاربة بالكفاءات يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية: المعلمين، والمناهج، والمؤسسات التعليمية. فالمعلم هو المحور الأساسي في هذا التحول، إذ يتطلب منه الأمر أن يكون ميسرًا وموجهًا، لا مجرد ناقل للمعرفة. كما تتطلب المناهج إعادة هيكلة لتصبح أكثر مرونة وتكاملًا، وتتيح مساحة أكبر للأنشطة التطبيقية والإدماجية. وفي النهاية، فإن الهدف الأسمى للمقاربة بالكفاءات هو بناء جيل من المتعلمين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة، والمساهمة بفاعلية في بناء مجتمعاتهم وتطويرها.

google-playkhamsatmostaqltradent